للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٧٢٥/ ١٤٢٠ - "أكْرِمُوا حَملةَ القُرآنِ فَمَنْ أكْرَمَهُم فَقَدْ أكْرَمَنِي". (فر) عن ابن عمرو

قال الشارح في الكبير: وكذا رواه الدارقطني، ومن طريقه خرجه الديلمي مصرحًا، فإهماله الأصل وعزوه للفرع غير لائق، ثم قال الديلمي: غريب جدا من رواية الأكابر عن الأصاغر اهـ. وقال السخاوي: فيه من لا يعرف وأحسبه غير صحيح اهـ. وأقول: فيه "خلف الضرير" أورده الذهبي في الضعفاء وقال: قال ابن الجوزي: روى حديثا منكرا كأنه يشير إلى هذا.

قلت: في هذا مؤاخذات على المصنف والشارح، أما المصنف فمن وجوه، أحدها: أن هذا الحديث موضوع باطل انفرد به وضاع وقد التزم المصنف ألا يورد فيه ما انفرد به كذاب أو وضاع.

ثانيها: أن المصنف حكم بوضعه واستدركه على موضوعات ابن الجوزي فأورده في الذيل في كتاب العلم وأعله بخلف بن عامر البغداد الضرير، فكيف يورد هنا ما جزم بوضعه في الموضوعات؟!.

ثالثها: أنه حذف من الحديث بقيته المنكرة الدالة على وضعه صراحة لركاكتها لفظا ومعنى، ولفظ الحديث عند مخرجه كما رأيته في مسند الفردوس [١/ ١٠٨، رقم ٢٣٠] وكما نقله المصنف نفسه في الموضوعات: "أكرموا حملة القرآن، فمن أكرمهم فقد أكرم اللَّه فلا تنقصوا حملة القرآن حقوقهم فإنهم من اللَّه بمكان، كاد حملة القرآن أن يكونوا أنبياء إلا أنه لا يوحى إليهم".

وأما الشارح فمن وجوهين، أولهما: انتقاده على المصنف في عدم عزوه الحديث إلى الدارقطني باطل، فإن الديلمي لم يبين في أي كتاب خرجه الدارقطني، فقد يكون خرجه في الأفراد وقد يكون في الضعفاء وقد يكون في جزء من الأجزاء وقد يكون أملاه في مجلس ولم يخرجه في كتاب، فكيف يعزوه المصنف إليه وهو لم يعرف في أي كتاب هو؟

<<  <  ج: ص:  >  >>