ثانيهما: قوله في خلف الضرير: "أورده ابن الجوزي وقال روى حديثا منكرًا، كأنه يشير إلى هذا- ليس بظاهر، فقد يكون أشار إلى حديث آخر رواه خلف المذكور وهو: "من رأى أبا بكر الصديق في المنام فإن الشيطان لا يتمثل به".
قال في الكبير: قال الهيثمي: فيه خلف بن يحيى، قاضي الري، وهو ضعيف، وأبو سكينة قال ابن المديني: لا صحبة له. وقال غيره: فيه خلف ابن يحيى، قاضي الرى، قال الذهبي في الضعفاء: قال أبو حاتم: كذاب اهـ. وأورده المصنف في الموضوعات لابن الجوزي.
قلت: هذا وهم من جهتين: فلا ابن الجوزي ذكره في الموضوعات ولا المصنف ذكره فيها أيضًا بل ابن الجوزي ذكر حديث أبي موسى وحديث بريدة وحديث عبد اللَّه بن أم حرام وحديث أبي هريرة، فتعقبه المصنف بأن للحديث طرقًا أخرى فأوردها وأورد من جملتها حديث أبي سكينة المذكور واللآلئ المصنوعة [٢/ ١١٦] التي تعقب بها المصنف على ابن الجوزي هي غير موضوعاته بل موضوعاته كتاب آخر مستقل ذيل به على ابن الجوزي بذكر ما فاته من الموضوعات فخرج من هذا أن الحديث لم يذكره أحد منهما في الموضوعات.