المقاصد الحسنة [ص ٨٢، رقم ١٦٢] كما سيأتي نصه، ولكن الشارح لم يرض بهذا وهو كلام أهل الفن فنقل عن ضعفاء الذهبي أن البخاري وأبا زرعة قالا في مسلم بن خالد [٢/ ٦٥٥، رقم ٦٢٠٦]: منكر الحديث، وكأنه لم ير في الميزان قول الذهبي: قال ابن معين [٤/ ١٠٢، رقم ٨٤٨٥]: ليس به بأس، وقال مرة: ثقة، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به وهو حسن الحديث، وروى عثمان الدارمي عن يحيى ثقة، وكذلك نقل مثل هذا في التهذيب، وزاد أن ابن حبان ذكره في الثقات وقال: كان من فقهاء الحجاز ومنه تعلم الشافعي الفقه قبل أن يلقى مالكًا، وكان مسلم بن خالد يخطئ أحيانًا، وقال الساجي: صدوق كثير الغلط، وقال أحمد بن محرز سمعت يحيى بن معين يقول: كان مسلم بن خالد ثقة صالح الحديث، وقال الدارقطني: ثقة اهـ.
فمثل هذه الأقوال من الحفاظ هي معتمد الحافظين ابن حجر والسخاوي في قولهما: فيه لين، ولكن الشارح لكونه بعيدًا عن دراية الفن ظن أن السخاوي قال ذلك عن غلط وجهل بما في الضعفاء للذهبي.
والحديث أخرجه أيضًا ابن مردويه في التفسير قال:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن عبد الوهاب ثنا أبو زرعة ثنا إبراهيم بن موسى الفراء ثنا مسلم بن خالد به.
الأمر الثاني: قوله: قال السخاوي: وشيخه ضعيف لفظ ضعيف زيادة من الشارح كمل بها النقص في كلام السخاوي، لأنه لما رآه قال: مسلم بن خالد فيه لين وشيخه لم يفهم ذلك لأنه مبتدأ بدون خبر، فأتى بالخبر من عنده واختار اجتهادًا من عنده أن يكون لفظ ضعيف هو ذلك الخبر الساقط من قلم المصنف، والحقيقة أنها مسألة غامضة يحار فيها من هو أذكى من الشارح وأشد تحريًا في النقل وفهمًا للقول، وسرها أن الحافظ في زهر الفردوس كان يعلق الأحاديث على شرطه من مسند الفردوس، وعقب كل حديث يذكر من فيه من الضعفاء، وكأنه لاستعجاله كان لا يرجع إلى كتب الجرح والتعديل،