بل إن مر عليه رجل يعرفه ذكر حاله عقب الحديث، وإن انبهم عليه حاله أو حال الإسناد من أصله قال عقبه: قلت، وترك البياض إلى حين الفراغ من الكتاب، ثم يراجع كتب الجرح والتعديل فيعمر ذلك البياض فاخترمته المنية وبقى الكتاب كذلك فتجد عند أكثر الأحاديث: قلت وليس بعدها شيء، وفي هذا الحديث قال الحافظ: قلت: مسلم بن خالد فيه لين وشيخه، ثم ترك ذلك بياضًا ليبحث عنه فبقى كذلك، فنقل الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة عبارته كما هي خوفًا من أن يكون شيخه أراد:"وشيخه كذلك فيه لين"، والواقع أنه ليس كذلك، فإن شيخه سعيد بن أبي صالح يذكر في الضعفاء، لا ضعفاء ابن حبان ولا الميزان ولا اللسان ولا تهذيب التهذيب أيضًا، فكأن الحافظ أراد أن يقول: ما عرفته، ولكن رجى أن يبحث عنه فيعرفه فبقى الأمر كذلك، فتسارع الشارح وزاد من عنده ضعيف فكان في ذلك افتيات على السخاوي وعلى الرجل نفسه.
الثالث: قوله: لكن له شواهد عن ابن عباس غلط على السخاوي من جهة وفي نفس الأمر من جهة، فالسخاوي ما قال ذلك، بل قال [ص ٨٢، رقم ١٦٢]: حديث "التمسوا الرزق بالنكاح"، رواه الثعلبي في تفسيره والديلمي من حديث مسلم بن خالد عن سعيد بن أبي صالح عن ابن عباس رفعه بهذا، ومسلم فيه لين وشيخه، ولكن له شاهد أخرجه البزار والدارقطني في العلل والحاكم وابن مردويه والديلمي كلهم من رواية أبي السائب سلم بن جنادة عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعًا:"تزوجوا النساء فإنهن يأتين بالمال"، ثم تكلم على الخلاف في وصله وإرساله بما سيأتي إن شاء اللَّه تعالى عند ذكر هذا الحديث في حرف "التاء"، ثم قال: وفي الباب ما رواه الثعلبي من رواية الدراوردي عن ابن عجلان "أن رجلًا أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فشكى إليه الحاجة والفقر [قال]: فعليك بالبائة"، ولعبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عمر قال: عجبت لرجل لا يطلب الغناء بالبائة واللَّه تعالى يقول في