(قال المفسر) أولاك وأولئك: إسمان للجمع، وليسا على حد الجموع الجارية على آحادها، وكل واحد منها يصلح أن يكون واحده:(ذاك). وأن يكون (ذلك) باللام، وإن كان لمؤنث فواحدها تلك، لأنهما يقعان للمذكر والمؤنث. والذي قاله الكسائي شيء لا يقتضيه قياس، ولا يقوم عليه دليل، فإنه تعلق بالسماع عن العرب، وقال: سمعت الذين يقولون للواحد، ذاك، يقولون إذا جمعوا لأولاك، فيقصرون، وسمعت الذين يقولون للواحد ذلك (باللام) يقولون إذا جمعوا: أولئك ويمدون. قلنا له: السماع أول دليل على بطلان هذه الدعوى، لأنا وجدنا من يقول: ذاك للواحد بغير لام، يقول للجميع: أولئك فيمد؛ ألا ترى أن الحطيئة قد قال:
تقول لي الصراء ست لواحد ... ولا اثنين فانظر كيف شرك أولائكا