للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهيل ويبدى عن عروق أنها ... أعنة خراز جديداً وباليا

والوجه في هذا البيت أن يعمل الفعل الثاني، ويجعل (عن) متعلقة به، لأنه لو أعمل الأول، للزمه أن يقول: تصد وتبدى عنه بأسيل، لأن الفعل الأول إذا أعمل، فحكم الفعل الثاني: أن يضمر فيه.

وأما ما حكاه عن أبي عبيدة: أن معنى قوله تعالى: (وما ينطق عن الهوى) أي: ما ينطق بالهوى، فإنه لا يلزم. و (عن) في الآية على بابها، غير بدل من شيء آخر، والمراد: أن نطقه لا يصدر عن هوى منه، إنما يصد رعن وحي.

[٦] مسألة:

وقال في قوله تعالى: (فردوا أيديهم في أفواههم) معناه: إلى أفواههم.

(قال المفسر): هذا التأويل لا يلزم، و (في) هاهنا: على بابها المتعارف في اللغة، لأن الأيدي هاهنا لا يخلو أن يراد بها الأيدي التي هي الجوارح، والأيدي التي هي النعم؛ فإن كان المراد بها الجوارح، فالمعنى أنهم عضوا أيديهم من الغيظ على الرسل، فيكون قوله تعالى: (عضوا عليكم الأنامل من الغيظ) ولا يعضون على

<<  <  ج: ص:  >  >>