أيديهم إلا بأن يدخلوها في أفواههم. ويدل على هذا قول الشاعر:
يردون في فيه عشر الحسود
وإن كان المراد بالأيدي النعم، فالمعنى أنهم ردوا كلام الرسل وإنذارهم عليهم، فلم يقبلوه، وسمى ما جاءت به الرسل من إنذارهم نعما، لأن من خوفك من عاقبة ما تصير إليه، وأمرك بما فيه نجاتك، فقد أنعم عليك. فصار هذا بمنزلة قول القائل: رددت كلامه في فيه، إذا لم تقبله منه، فالأيدي والأفواه على هذا التأويل للرسل، وهي في القول الأول للكفار.
[٧] مسألة:
وأنشد:(نلوذ في أم لنا ما تعتصب). وقال: المعنى بأم.
وأنشد للأعشى:(وإذا تنوشد في المهارق أنشدا).
(قال المفسر): إنما يقال: لذت بالشيء: إذا لجأت إليه، وإنما جاز استعمال (في) هاهنا، لأن المراد بالأم سلمى، وهي أحد جبل طيء، وجعله أما لهم: إذ كان يحفظهم ممن يروقهم، كما تفعل الأم. وإذا لاذوا بالجبل، فقد صاروا فيه. وأما قول الأعشى:
ربى كريم لايكدر نعمة ... فإذا تنوشد في المهارق أنشدا