للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيت للبيد بن ربيعة العامري وتمامه:

وقدرنا إن خنا الدهر غفل

ومجود من صبابات الكرى ... عاطف النمرق صدق المبتذل

وصف نفسه بالجلد في السفر وكثر السهر حتى يتأذى رفيقه بذلك ويعرض عليه النزول والتعريس فيأبى ذلك. وأصل المجود: الذي أصابه جود من المطر، فشبه به الذي غلبه النوم. وصبابات: جمع صبابة وهي بقية الماء، فضربها مثلاً لبقية النوم. وقوله عاطف النمرق: يريد أنه ثنى نمرقته تحت رأسه ونام. والمبتذل ههنا مصدر بمعنى الابتذال، ومعنى هجدنا: خلن ننام ونستريح. وقوله: وقدرنا.

يقول: قد قدرنا على ما نريد، ووصلنا إلى ما نحب إن غفل عنا الدهر ولم يفسد علينا أمرنا، فلم نجهد أنفسنا بطول السرى ونمنع أعيننا لذيذ الكرى.

* * *

وأنشد في باب أفعلته ففعل:

(٢٣٣)

(ولا يدى في حميت السكن تندخل)

هذا البيت للكميت بن زيد الأسدي وصدره.

لا خطوتي تتعاطى غير موضعها

والحميت: زق السمن، والسكن: أهل الدار، وأراد ههنا الحي. يقول لا أخطو إلى ريبة ولا أخرق جلود الحي بالشتم. كذا فسره بن قتيبة في المعاني والخطوة بفتح الخاء المصدر والخطوة: بضم الخاء ما بين القدمين، وقيل هما بمعنى واحد.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>