وصف نفسه بالجلد في السفر وكثر السهر حتى يتأذى رفيقه بذلك ويعرض عليه النزول والتعريس فيأبى ذلك. وأصل المجود: الذي أصابه جود من المطر، فشبه به الذي غلبه النوم. وصبابات: جمع صبابة وهي بقية الماء، فضربها مثلاً لبقية النوم. وقوله عاطف النمرق: يريد أنه ثنى نمرقته تحت رأسه ونام. والمبتذل ههنا مصدر بمعنى الابتذال، ومعنى هجدنا: خلن ننام ونستريح. وقوله: وقدرنا.
يقول: قد قدرنا على ما نريد، ووصلنا إلى ما نحب إن غفل عنا الدهر ولم يفسد علينا أمرنا، فلم نجهد أنفسنا بطول السرى ونمنع أعيننا لذيذ الكرى.
* * *
وأنشد في باب أفعلته ففعل:
(٢٣٣)
(ولا يدى في حميت السكن تندخل)
هذا البيت للكميت بن زيد الأسدي وصدره.
لا خطوتي تتعاطى غير موضعها
والحميت: زق السمن، والسكن: أهل الدار، وأراد ههنا الحي. يقول لا أخطو إلى ريبة ولا أخرق جلود الحي بالشتم. كذا فسره بن قتيبة في المعاني والخطوة بفتح الخاء المصدر والخطوة: بضم الخاء ما بين القدمين، وقيل هما بمعنى واحد.