الناس يزدحمون عليه فقال: ما لكم تتكأكئون على كأنما تتكأكئون على ذي جنة. افرنقعوا عني. فقال رجل منهم: فإنه شيطانه يتكلم بالهندية. يقال: تكأكأ الرجل عن الشيء: إذا انحنى وتقاصر دونه. ومنه قيل للقصير: متكأكئ. وتكأكأ القوم: إذا تضايقوا وازدحموا. فإذا قيل: تكأكأ عن الشيء، فمعناه: ارتدع ونكص على عقبه. وإلا فرنقاع: الزوال عن الشيء.
ومن طريف أخبار المتقعرين ما روى من أن الجرجرائي كان له كاتب يتقعر في كلامه، فدخل الحمام في السحر، فوجده خالياً. فقال لبعض الخدم: ناولني الحديدة التي تمتلخ بها الطؤطؤة من الإخفيق. فلم يفهم قوله. وعلم بهيئة الحال أنه يطلب ما يزيل به الشعر عن عانته، فأخذ كستبان النورة، فصبه عليه. فخرج وشكا به إلى صاحب المدينة، فأمر بالخادم إلى السجن. فوصل الأمر بالجرجرائي فضحك، واستطرف ما جرى. وأمر بالخادم فأطلق، وألحقه بجملة أتباعه.
أراد بقوله: تمتلخ: تنزع وتزال، من قولهم: أمتلخت غصناً من من الشجر: إذا قطعته. وملخت اللجام عن رأس الفرس: إذا نزعته.