عند الله تعالى أي أن الله تعالى يهب له من العلم بحسب مكانته عنده. وهذا نحو مما ذكرناه من قوله صلى الله عليه وسلم: ما استرذل الله عبداً! إلا حظر عليه العلم والأدب. فيكون راجعاً إلى المعنى الأول.
والوجه الثاني: أن يريد مقداره عند الناس، فيكون على هذا الوجه قد أجرى الاسم الذي هو (التلو) مجرى المصدر، الذي هو التلو. كما أجرى القطامي العطاء مجرى الإعطاء في قوله:
وبعد عطائك المائة الرتاعا
ويكون قد جعل المصدر: بمعنى المفعول، كما قالوا: درهم ضرب الأمير. أي مضروبه. فكأنه قال: ويرونه متلو المقدار، أي يرونه الشيء الذي يتلوه المقدار.
ولقائل أن يقول: إن قيمة الإنسان لما كانت مرتبطة بعلمه، صار علمه أيضاً مرتبطاً بقيمته، كالشيئين المتلازمين، اللذين يوجد كل واحد منهما بوجود الآخر، فصار كل واحد منهما تبعاً للآخر من هذه الجهة، وإن لم يكونا كذلك من جهة أخرى.
وقوله: وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أبغضكم إلى الثرثارون المتفيهقون المتشدقون).