هذه الألفاظ كلها: يراد بها المتنطعون في الكلام، المكثرون.
فاشتقاق الثرثارين من قولهم: عين ثرثارة: إذا كانت كثيرة الماء، وضرع ثرثار: إذا كان غزير اللبن. قال الراجز يصف ناقة:
لشخبها في الصحن للاعشار ... بريزة كصخب الممارى
واشتقاق المتفيهقين من قولهم: فهق الغدير يفهق: إذا امتلأ ماء، فلم يكن فيه موضع مزيد. قال الأعشي:
نفى الذم عن رهط المحلق جفنة ... كجابية الشيخ العراقي تفهق
واشتقاق المتشدقين، من الشدقين، يراد به الذين يفحتون أشداقهم بالقول. يقال: رجل أشدق: إذا كان واسع الشدقين، جهير المنطق، متنطعاً في الكلام. وبه سمى عمرو بن سعيد، الأشدق. وفيه يقول القائل:
تشادق حتى مال بالقول شدقه ... وكل خطيب لا أبالك أشدق
وقد جاء في بعض الحديث، قيل يا رسول الله، وما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون. هذا غير خارج عما قاله أهل اللغة، لأن المتكبر المعجب بنفسه، يدعوه إعجابه بنفسه وتكبره، إلى التنطع في كلامه.
وقوله:(ونستحب له إن استطاع أن يعدل بكلامه عن الجهة التي تلزمه مستثقل الإعراب): يقول: لا ينبغي للمتأدب أن يستعمل في كلامه مع عوام