الناس الإعراب، على حسب ما تستحقه الألفاظ في صناعة النحو. فإنه إن فعل ذلك، استخف به، وصار هزأة لمن يسمعه. وخرج إلى التقعر الذي تقدم ذكره. وإنما ينبغي للمتأدب أن يقصد الألفاظ. السهلة، والإعراب السهل، ويكون على كلامه ديباجة وطلاوة، تدل على أنه متأدب ويجعل لكلامه مرتبة بين الألفاظ السوقية، والألفاظ الوحشية فقد قال صلى الله عليه وسلم:((خير الأمور أوساطها.)) ومن هذه الجهة أتى المتقعرون. فإنهم حسبوا أن مكانتهم من الأدب لا تعرف حتى يستعملوا الألفاظ الحوشية، فصاروا ضحكة للناس. كما يحكى من أن رجلاً من المتأدبين، أراد شراء أضحية، فقال لبعض البائعين للأضاحي: بكم هذا الكبش (بكسر الكاف)، فضحك كل من سمعه. فلامه بعض أصحابه، وقال له: لم لم تقل كبش (بفتح الكاف) كما يقول الناس؟ فقال: كذا كنت أقول قبل أن أقرأ الأدب. فما الذي أفادتني القراءة إذن.
وقوله:(فقد كان واصل بن عطاء سام نفسه للشغة.) ... إلى آخر الفصل. معنى سام نفسه للثغة: كلفها ذلك. واللثغ في اللسان: أن يتعذر عليه النطق بالحرف على وجهه، حتى يقلبه حرفاً آخر. وليس يكون ذلك في كل حرف. إنما يكون في القاف، والكاف، والسين، واللام، والراء، وقد يوجد في الشين المعجمة.
فاللثغة في السين، تكون بأن تبدل ثاء، فيقال في ((بسم الله)): بثم الله. واللثغة في القاف تكون بأن تبدل طاء. فيقال في قال لي: