طال لي. وتكون أيضاً بأن تبذل كافاً. فيقال في قال لي: كال لي. واللثغة في الكاف تكون بأن تبدل همزة فيقال في كان كذا: آن إذا. واللثغة في اللام بأن تبدل ياء فيقال في جمل: جمى. وقد تكون بأن تبدل كافاً، فيقال في جمل: جمك كما حكى الجاحظ عن عمر أخي هلال: أنه كان إذا أراد أن يقول: ما العلة في هذا قال، ما اكعكة في هذا. وأما اللثغة التي تعرض في الراء، فذكر الجاحظ أنها تكون في ستة أحرف: العين، والغين، والدال، والياء، واللام، والظاء المعجمة.
وذكر أبو حاتم السجستاني أنها تكون أيضاً في الهمزة.
وكان واصل بن عطاء فصيح اللسان، حسن المنطق بالحروف كلها إلا الراء، فإنه كان يتعذر عليه إخراجها من مخرجها، فأسقطها من كلامه. فكان يناظر الخصوم ويجادلهم، ويخطب على المنبر، فلا يسمع في منطقة راء. فكان أمره إحدى الأعاجيب.
ومما يحكى عنه من تجنبه الراء، قوله وقد ذكر بشاراً بن برد: أما لهذا الأعمى المشنف المكني يأبى معاذ، إنسان يقتله. أما والله لولا أن الغيلة خلق في أخلاق الغالية، لبعثت إليه من يبعج بطنه على مضجه. ثم لا يكون إلا عقيلياً أو سدوسياً. فقال الأعمى، ولم يقل الضرير، ولا بشار بن برد. وقال: المشنف، ولم يقل المرعث،