فيجب على هذا أن لم يكن ما أنشده ابن قتيبة من شعر آخر أن يكون (وتأوى إلى زغب مساكين دونها) بتأنيث الضميرين، ويعني بمسقاها: حوصلتها. وكثيب موثق، يقال كثبت القربة: إذا خرزتها، والعصام: الخيط الذي تشد به القربة إذا ملئت.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(٣٨٧)
(كرات غلام من كساء مؤرنب)
هذا البيت لليلى الأخيلية، وصدره:
(تدلت إلى حص الرؤوس كأنها)
وصفت قطاة انحطت إلى فراخها، ومعنى حص الرؤوس: لا ريش عليها لصغرها. وشبهت الفراخ في صغرها وانضمامها في العش وما عليها من الزغب بكرات صنعها غلام من كساء مؤرنب؛ وهو الذي خلط فيه وبر الأرانب، وهذا من بديع التشبيه وقولها إلى حص الرؤوس إنما كان يجب أن تقول إلى أحص الرؤوس، أو أحص الرأسين؛ لأنها إنما وصفت فرخين. ولكنها لما جمعت الرأس على مذهبهم في إجراء كل اثنين من اثنين مجرى الجمع، جمعت الصفة أيضاً إيثاراً لمطابقة بعض الألفاظ ببعض. ويدل على أنها وصفت فرخين قولها قبل هذا البيت: