للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: (وَهِي التي لا يَعْدِلُها شيءٌ في الوَزْنِ) يريد أنها أثقلُ الحَسَنات في الميزان، فتَرجُح بكلِّ السيِّئات كما في حديثِ صَاحِبِ البِطَاقة التي كان مكتوباً فيها «لا إله إلا اللَّه» فَرَجَحَت بتسعةٍ وتسعينَ سِجِلاً، ومعلومٌ أنَّه ليس المراد مجرَّدُ التلَفُّظ بها، بل إنَّما يكون لها هذا الثِّقَل بحَسَب ما في قَلبِ قَائِلِها من كمالِ الصِّدقِ والإِخلاص.

وقد استشهد المؤلِّف لفضلها بثقلها في الميزان بحديثَي عبد اللَّه بن عمرو في خبر نوحٍ مع ابنِه، وفي خبرِ موسى مع ربِّه، أما الأول فمختلَفٌ في تصحيحِه ولا ذِكْرَ للوزن فيه، وأما الثاني فالمعروف أنه من رواية أبي سعيد الخدري ، ولا يُعرَفُ من رواية عبد اللَّه بن عمرو فليُنَتَبَّه لذلك، وحديث أبي سعيد في خبر موسى أورده الشيخُ محمَّدُ بنُ عبد الوهاب في كتابه «التوحيد» (باب فضل التوحيد وما يكفره من الذنوب).

وأما حديث عبد اللَّه بن عمرو في قصة صاحب البطاقة فهو أنسَبُها للاستشهاد به في فضل «لا إله إلا اللَّه» وأنَّه لا يعدلها شيءٌ في الوَزن.

ومعلومٌ أنَّ هذا الفضل ليس لمجرَّدِ التلَفُّظ بها، بل إنَّما يكون لها هذا الثِّقَل بحَسَب ما في قَلبِ قَائِلِها من كمالِ الصِّدقِ والإِخلاص.

فالكلام في هذا من جهتين:

الأولى: من جهة معناها ومدلولها، فإن هذه الكلمة «لا إله إلا اللَّه» تدل على أعظم المعاني وأجَلِّها، فهي تدلُّ على أنَّ اللَّه العظيم الموصوف بكل كمال، المنَزَّه عن كل نقص، أنَّه هو الإله الحق الذي

<<  <   >  >>