للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتَحَقُّقُهُ بِأنَّ «محمَّداً رسولُ اللَّه»: أن لا يُعبَدَ اللَّه بغيرِ مَا شَرَعَهُ اللَّه على لِسَانِ محمَّدٍ .

وقد جَاءَ هذا المعنى مرفوعاً إلى النَّبيِّ صريحاً أنَّه قَالَ: «مَنْ قَالَ: لا إله إلا اللَّه مُخْلِصاً دَخَلَ الجنَّة»، قيل: مَا إِخلاصُها يَا رَسُولَ اللَّه؟، قَالَ: «أن تَحْجِزَكَ عن كُلِّ مَا حَرَّمَ اللَّه عَلَيكَ»، وهذا يُروى من حديثِ أَنَسِ بنِ مَالكٍ (١)، وزَيدِ بنِ أَرقَمٍ (٢)، ولكنَّ إِسنَادَهما لا يَصِحُّ، وجَاءَ أيضاً من مَرَاسِيلِ الحَسَنِ نحوُه (٣).

ذكر المؤلِّف -في هذا المقطع- جواباً رابعاً عن هذه الأحاديث -وهو: قول طائفةٍ من العلماء- أن هذه الأحاديث المطلقة قد ورد ما يُقيِّدُها في أحاديث أخر، وقد أشار المؤلِّف إلى بعضِها.

فكلُّ حديثٍ يَرِدُ فيه ذكر الوَعْدِ على مجرَّد قول: «لا إله إلا اللَّه» لا بد أن يُقيَّدَ بمثل هذه الأحاديث التي فيها ذكر «اليقين»، أو ذكر «الإخلاص»، أو ذكر «الصدق» ونحوها، مع أنَّنا إذا نظرنا في هذه الأحاديث التي هي محور البحث ومناط الكلام نجد أن هذه القيود موجودة فيها أو في بعضها؛ كقوله : «إنَّ اللَّه حَرَّم على النَّارِ مَنْ قال: لا إله إلا اللَّه يبتغي بذلك وجه اللَّه».


(١) أخرجه الخطيب البغدادي في «تاريخه» (١٢/ ٦٣)، وإسناده واهٍ بمرَّة.
(٢) أخرجه الطبراني في «الكبير» رقم (٥٠٧٤)، وإسناده واهٍ كسابقه، بل حكم عليه العلَّامة الألباني في «الضعيفة» رقم (٥١٤٨) بأنه حديث موضوع.
(٣) لم أقف عليه.

<<  <   >  >>