فقلن ما أنا مَمَّنْ لا يوافقني ... ولا ثوائي ألّا رَيْثَ ارتحلُ)
(أمّلتُ خيرَك هل تأتي مواعدةً ... واليوم قصّر عن تلقائك الأملُ)
(وما صَرَمْتُكِ ........ ........ البيت)
يقال: وغل في السير وأوغل إذا جدَّ فيه. ومعنى البيت الثاني: من لا يوافقني فليس مني, ولا أنا منه, وليس ثوائي عنده إلّا قدر ما ارتحل عنه. و (التَّلقاء) بمعنى اللقاء, وكل مصدر هكذا فهو مفتوح التاء, كالتَّجوال والتَّطواف إلّا التَّلقاء والتَّبيان. وإمّا التَّلقاء في قوله: {تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ} [الأعراف:٤٧] فظرفٌ لا مصدرٌ.
أما البيت الثاني فإنه لأنس بنَ العباس بن مرداس السُّلَميّ, وروي القالي عجزه: الفتق على الراتق, وهو الصواب, لأنَّ قبلَهُ:
(لا صلح بيني فاعملوه ولا ... بينكم ما حملت عاتقي)
(سيفي وما منا بنجد وما ... قَرْقَرَ قُمْر الواد بالشاهق /٢٢٤/)
وفي البيتين فصل المتعاطفين بالجملة الاعتراضية, وتأنيث العاتق, والأفصحَ تذكيره, وفيه التضمين, وهو من العيوب, فإن قوله: سيفي معمول لـ «حملت» وحذف ياء المنقوص غير المنوّن للضرورة.
و (الراتق) الذي يلحم الفتقَ, يقول إنَّهُ أصابتْهُ شِدَّةٌ تبرَّأ منه فيها الولي والصديق, وضرب اتساع الخرق مثلاً لتفاقُمِ الأمْرِ.
والشاهد فيه: نصب المعطوف على إلغاء لا الثانية وزيادتها لتوكيد