أي: ألا تروني رجلاً؟
والثالث: التنبيه والاستفتاح, فيدخل على الجملتين, نحو: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس:٦٢] , {أَلا يَوْمَ يَاتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ} [هود:٨].
أما البيت الأول فإنه لحسان بن ثابت الأنصاري من كلمة يهجو فيها, الحارث بن كعب النجاشي, وقبلَهُ:
(حار بن كعب الا أحلام تزجُركم ... عنَّا وأنتم من الجُوفِ الجماخيرِ)
(لا بأسَ بالقومِ من طولٍ ومن عظمٍ ... جسم البغالِ وأحلام العصافيرِ)
وبعده: /٢٣٣/.
(كأنَّكم خُشُبً جُوفً اسافلُه ... مثقبٌ نفخت فيه الأعاصير)
(لا ينفع الطول من نوكِ الرجال ولا .... يهدي الالهُ سبيلَ المعشرِ البورِ)
حذف حرف النداء من حارث, ورخَّمه, وجمع الحلم, وهو العقل. وقوله: (عنّا) أي عن هجائنا, وذلك إنَّ النجاشي الشاعر هجا بني النجار من الأنصار, فشكو ذلك لحسان فقال هذه الأبيات, ثم قال: القوها على صبيان المكاتب, ففعلوا, فبلغ ذلك بني عبد المدان, فأوثقوا النجاشي, وأتوا به إلى حسان, وحكَّموه فيه, فأمر الناس فحضروا, وجلسَ على