سريرهِ, واحقره موثقاً, فنظر إليه ملياً ثم قال لابنه عبدِ الرحمن: هاتِ الدراهمَ التي بقيتْ من صِلَةِ معاوية, وائتني ببغلةٍ, ففعلَ, ففلّ وثاقَهُ وأعطاه الدراهمَ, واركبَهُ البغلةَ, فشكرَهُ الناسُ.
و (الجُوف) جمع أجوف, كالسُود جمع أسود, وهو الواسع الجوف. و (الجماخير (جمع جمخور, وهو العظيم الجسم, القليل العقل والقوة.
وأفرد في البيت الثاني الجسم, وجمع الحلم, وكان القياس العكس, لأن وضع الجسم للواحد, والحلم للجنس, ويجمع كل منهما على أفعال وفعول, قال الله تعالى: {تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ} [المنافقون:٤] , {أَمْ تَامُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ} [الطور:٣٢] , وقال الشاعر: /٢٣٤ (٢٠٤) / [البسيط].
(هل من حلومٍ لأقوامٍ فتنذرهم ... ما جَرَّبَ الدهرُ مَنْ عضِّي وتضريسي)
وقال الآخر: [الوافر].
(ولكني بُليتُ بوصلِ قومٍ ... لهم لحمٌ ومنكرةً جُسومُ)
(وروي أنَّ بني عبد المدان ... كانوا يفتخرون بعظم أجسامهم)
حتى قال فيهم حسان هذا الشعر, فتركوا ذلك, ثم إنهم قالوا لما