والوجه والتوجّه: القصد، والمراد: أي إليه التوجّه في الدعاء والطلب والمسألة، وله العمل، أي هو المستحق للعبادة.
وأما البيت الرابع فإنه للمتلمّس، واسمه جرير بن عبد المسيح الضُّبَعي، بضم الضاد المعجمة، وفتح الباء الموحدة، واختلف الرواة في أول البيت، فمقتضى كلام العسكري في كتابه جمهرة الأمثال أنه بضم التاء، لأنَّ المتلكِّس /٩٣ ب/ لما ألقى الصحيفة في الماء مضى إلى الشام، وقال يخاطب ناقته:
(أميّ شآمية إذ لا عراق لنا ... قومًا نودهم إذا قومنا شوسُ)
(آليت حب العراق .... ................ البيت)
وصرَّحَ غيرهُ من العلماء بالشعر واللغة: أنه بالفتح، وكذا ضبطوه في كتاب سيبويه، وقالوا: أنه يُخاطب بذلك عمرو بن هند ملك الحيرة. وكان المتلمِّس قد بلغه عنه أنَّه هُجاه، وبلغ ذلك المتلمس فخافه على نفسه، ففرّ إلى الشام، ومدح ملوكها، فحلف عمرو لا طعم المتلمس بعدها حب العراق، أي أنَّه لا يقدر بعدها على المقام بالعراق، فلا سبيلَ له إلى أكل حبِّها، فقال المتلمس ذلك، أي حلفت لا تتركني أقيم بالعراق، وتطردني عنها، والطعام لا يبقى أن استبقيته، بل يسرع إليه الفساد، ويأكله السوس، فالبخل به قبيح، وبعده: