(لم تدرِ بُصْرَى بما آليتُ مِنْ قسمٍ ... ولا دمشقُ إذا دِيسَ المكاديسُ)
أي أن (بصري) لم تدر أنَّكَ حلفْتَ، فأنا أكل من طعامها، وكذلك وأنا في خصب وخير.
وبُصرى، بضم الباء الموحدة، وأخرها ألف، مدينة بالشام أضاءت لأهل مكة قصورها ليلة مولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكذا دمشق لم تدرِ.
والمكاديس: أكداس الطعام، ولا واحد لها من لفظها، قال النّحاس. وفي الصحاح: والكُدس، بالضم، واحد أكداس الطعام.
والشاهد في قوله: حبّ العراق، فإنه منصوب بآليت بعد نزع الخافض، وهو (على).
فإنْ قلتَ لا يتعيّن ذلك لجواز أن يكون انتصابُه بمضمر يفسّره (اطعمه)، قلت: هذا قول المازنّي نقله عنه ميرمان في حواشيه، ويأبى ذلك إن أطعمه بتقدير: لا أطعمه، مثل:{تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}[يوسف ٨٥]، وهذا لأن المعنى على ذلك لوجود التوكيد في الاثبات، نحو: {تَاللَّهِ