وتماثيل، فتلون وجهه، ثم أهوى إلى القرام فهتكه بيده، ثم قال:(من أشد الناس عذبا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. أتاني جبريل فقال (إني كنت أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه في باب البيت تمثل رجل، وكان في البيت قراك ستر فيه تمثال، وكان في البيت كلب. فمر برأس التماثيل التي بباب البيت فلتقطع فتصير كهيئة الشجرة. ومر بالستر فليقطع وتجعل منه وسادتان منبوذتان، ومر بالكلب فليخرج. ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم) وكان الكلب جرو للحسن والحسين رضي الله عنهما يحب مصلاهم فأمر به فأخرج.
وجاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنه فقال: إني إنسان معيشتي من صنع يدي، وإني إصنع هذه التصاوير. فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول: (من صور صورة فإن الله يعمل يوم القيامة حتى ينفخ فيه الروح، وليس بنافخ فيها أبدا).فرب الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه فقال: ويحك، أن أبيت إل أن تصنع، فعليك بهذا الشجر وكل شيء ليس فيه الروح. فقالت عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله تعالى) يعني المصورين.
وقال عطاء في التماثيل في البيان: أما ما كان من صور فلا، وأما ما كان من مبسوط يوطأ أو يتكأ عليه فلا أرى به بأسا. ويروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن عروة أنه كان يتكئ على المرافق فيها تماثيل الرجال والطير. وأما تماثيل صورة الأشجار فلا بأس بها، لأن صور الحيوان إذ قضيت شبهت للأصنام التي يبقيها عبادها للسجود لها. فلا ينبغي للمسلم أن يقبل بالكفار. والشجر مباين منها في ذلك لأنه لا يشبه الأصنام، فإن نصب، فإنه ليس في الأصنام صنم يعمل على صورة الشجر، وإنما تعمل كلها على صورة ذي الروح والله أعلم.