للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السادس والعشرون من شعب الإيمان

وهو باب في الجهاد

قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار}. وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم قبل فرض الجهاد منازل مع المشركين. فأول ذلك أنه كان يوحى إليه فلا يؤمر في غير نفسه بشيء، ثم أمر بالتبليغ، فقيل له: {قم فأنذر} فأشفق ذلك، فنزل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. فاعلم أن خوفه على نفسه إن بلغ أن لا يقع اسم الخلاف عنه إذا لم يبلغ ولا يزيل عنه حكمه، ثم بشر وراء ذلك بالعصمة من يخشاه من القتل. فلما بلغ كذبوه واستهزأوا به، فأمر بالصبر، وقيل له: {فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين}.

وأخبره عن الذين لم يؤمنوا به بأنهم لا يؤمنون، فقال: {قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون، ولا أنتم عابدون ما أعبد}. ثم أمر باعتزالهم فنزل: {واصبر على ما يقولون، واهجرهم هجرًا جميلًا}. ونزل: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم}. يعني يخوضون في حديث غيره، {وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}. ثم أذن لمن أمر به في الهجرة دونه، فنزل: {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغمًا كثيرة وسعة} فأمر رسول

<<  <  ج: ص:  >  >>