- وهو باب في الإيمان بالنبي ومن تقدمه من النبيين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين بدلائله وحججه-
ويتلو الإيمان بالله جل ثناؤه اعتقادا وإقرار الإيمان برسل الله صلوات الله عليهم عامة اعتقادا وإقرارا، إلا أن الإيمان بمن عدا نبينا صلوات الله عليه هو الإيمان، فإنهم كانوا مرسلين إلى الذين ذكروا لهم، أنهم رسل الله إليهم، وكانوا في ذلك صادقين محقين، والإيمان بالمصطفى نبينا صلوات الله عليه هو التصديق بأنه نبي الله ورسوله إلى الذين بعث فيهم والي من بعدهم من الأنس والجن إلى قيام الساعة.
قال الله جل ثناؤه:{آمنوا بالله ورسوله} فقرن اليمان برسوله بالإيمان به.
وقال:{والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله}.
وقال:{إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله، ويقولن نؤمن ببعض ونفكر ببعض، ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا، واعتدنا للكافرين عذابا مهينا}. وفي هذه الآية أن الله عز وجل جعل الكف ببعض رسله كفرا بجميعهم، ثم جعل الكفر كفرا به.
وقال بعد ذلك:{والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيما}.
فثبت أن حسب المآب إنما يكون لمن لم يفرق بين رسل الله تعلى وآمن بجماعتهم.