وهو باب في أن يحب الرجل لأخيه ما يحب لنفسه ويكره لأخيه ما يكره لنفسه
ويدخل فيه إماطة الأذى عن الطريق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده). وقال:(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). فلا ينبغي لمسلم أن يتمنى بقلبه لأخيه المسلم من الشر ما يكرهه لنفسه أو يكره له من الخير ما يتمناه ويحبه لنفسه. وإذا عرضت لجماعة من المسلمين بلية، فلا ينبغي لأحدهم أن يتشبث إلى الخلاص لنفسه بإسلام الآخرين والإغراء بهم بل ينظر لهم لما ينظر لنفسه. فإن عجز نظر لنفسه من حيث لا يضر بهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(مثل المسلمين في تراحمهم وتواصلهم كمثل الجسد إذا اشتكى بعضه تداعى سائره بالسهر والحمى). فكذلك ينبغي أن يكونوا، فلم لا يجب أحد لإحدى يديه إلا ما يجب للأخرى. ولا لإحدى عينيه أو رجليه أو أذنيه أو شفتيه إلا ما يحب للأخرى. فكذلك ينبغي له أن لا يحب لأخيه المسلم إلا ما يحب لنفسه. فإن كان في البلد قتال، وجور أو نهب، وأي بلاء كان، فسلم منه سالم، فذكر له: إن أخًا من إخوانه من المسلمين بلي به، فقال: الحمد لله. فهذا على وجهين: إن أراد حمد الله تعالى على أن أصاب أخاه البلاء فقط، أخطأ وجهل. وإن حمد الله تعالى على أن يصيبهما معًا إن كان مصيبًا، وسلمت له نفسه، أو سلم له ماله، فهذا صلح. كرجل يصيب إحدى عينيه أو يديه بلاء، فيحمد الله على إن لم يصبهما معًا، لكن سلمت له إحدى يديه. وإن حمد الله على سلامة نفسه على هذا التجريد، فهذا