للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السابع من شعب الإيمان

وهو باب في الإيمان بالبعث بعد الموت

يعيد الله تعالى الرفات من أبدان الأموات، ويجمع ما يفرق منها في البحار وبطون السباع وغيرها حتى تصير بهيئتها الأولى، ثم يجعلها حية فيقوم الناس كلهم بأمر جل ثناؤه أحياء صغيرهم وكبيرهم حتى السقط فإنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أن السقط ليظل محنطاً على باب الجنة وأنه يقال له: أدخل، فيقول لا يدخل أبواي، وهذا يدل على أن المراد بالسقط هو الذي تم خلقه ونفخ فيه الروح، فيكون المراد من ساعته.

وقد أخبر الله جل ثناؤه: أن الموءودة تحبس وتسأل، {بأي ذنب قتلت}. والسقط التام خلقة قرئت منها. فأما الذي لم يتم خلقه ولم ينفخ فيه الروح أصلا، فهو وسائر الموت بمنزلة واحدة والله أعلم.

فإن سأل سائل عن الأحمال التي تضعها الحوامل يوم القيامة من قرع يومئذ، كما قال عز وجل: {إن زلزلة الساعة شيء عظيم، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها}.

قيل له: إن أولئك الحوامل قد متن بأحمالهن مرة فإذا بعثن فأسقطن من قرع القيامة أسقطن الأحمال التي كانت أحياء فماتت بموت أمهاتها أحياء، ثم لم تمت الإسقاط لأن الموت لا يتكرر عليهن مرتين لأنه لا موت في القيامة وإنما هو يوم الحياة.

وأما الأحمال التي تكن أحياء قط وماتت الأمهات وهي في احواقهن فإنهن إذا أسقطنها من قرع القيامة أسقطنها أمواتاً كما كانت، ولا تحيى لأن الأحياء ذلك اليوم إنما

<<  <  ج: ص:  >  >>