قال الله عز وجل:{فهل ينظرون إلى الساعة أن تأتيهم بغتة، فقد جاء أشراطها} وقال النبي صلى الله عليه وسلم. (بعثت والساعة كهاتين). فعلمنا بخبر الله عز وجل، ثم خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أجل الدنيا قريب، وإذا كان أجل الجماعة قريبًا، قبح من الواحد أن يطيل أمله، ثم لقد جاء الصحيح عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من شبابك لهرمك ومن صحتك ليوم سقمك، ومن غناك ليوم فقرك) وفي رواية أخرى: (اغتنم خمسًا: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك).
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:(ما حق امرئ مسلم أن يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه). فاستقصر من دافع بالوصية يومين واستكثرهما له. وكل ذلك يدل على أن الاحتياط قصر الأجل، وإن إطالته عشرون، وخداع من المرء لنفسه، وسوء نظر لأمره وأهله وولده وسائر من يعينه شأنه، لأنه لا ساعة إلا ويمكن أن يكون فيها انقضاء أجله، ويدعى فيها ولا يجده بدًا من أن يجيبه. وإذا كان كذلك، فلا معنى لأن من متاع