وهو باب في الصبر على المصائب، وعما تنزع النفس إليه من لذة وشهوة
قال الله عز وجل:{واستعينوا بالصبر والصلاة، وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}. فقيل: أراد بالصبر والصوم. لأن فيه صبرًا عن الطعام والشراب المعتادين بالنهار مع تحرك الطبع نحوهما، ونزوع النفس إليها. ولهذا قيل لشهر رمضان شهر الصبر.
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(صوم شهر الصبر رمضان، وثلاثة أيام في كل شهر يذهبن كثيرًا من وحي الصدر).
وقيل: أريد بالصبر على ما يعرض من المسلمين من قبل أعدائهم المشركين ثم قال جل اسمه {وإنها لكبيرة} فقيل رجعت الكناية إلى الصلاة وحده، وقيل رجعت إلى كل واحد منهما بمعنى الخصلة أو بمعنى الطاعة، أو بمعنى القربة، أو بمعنى العبادة، أو بمعنى الفعلة. كأنه قال: وأن كل واحدة من الخصلتين أو الطاعتين أو القربتين أو العبادتين أو الفعلتين لكبيرة، أي لشاقة. إلا على الخاشعين الذي يكثرن في كل وقت، أنهم ملاقوا ربهم في ذلك الوقت. فهم يحبون أنهم يردون على الله صائمين مصلين، ولا يدعون طول الأمد إلى المدافعة بالعبادات واستقبالها في حيث ما هو أحب إليهم وآثر عليهم من إتباع الشهوات وغيرها والله أعلم.
وقال عز وجل:{يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة، إن الله مع الصابرين}.