للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني والخمسون من شعب الإيمان

وهو باب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال الله عز وجل: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وأولئك هم المفلحون}. فأمر في هذه الآية، حضًا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: {كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}. وقال في الآية التي وصف بها المؤمنين الذين اشترى الله أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة: {التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر} الآية. فجعل من أوصافهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ووصف قومًا لعنهم من بني إسرائيل، فذكر أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه. أي لم يكن ينهى بعضهم بعضًا. فروى في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لما ظهر النقص في بني إسرائيل جعل الرجل يلقى أخاه على الذنب. فلا يمنعه ذلك من أن يصبح جليسه وأكيله وشريبه ومدعيه، فضرب بقلوب بعضهم على بعض ونزل فيهم القرآن: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانا لا يتناهون عن منكر فعلوه} ثم قال صلى الله عليه وسلم: (كلا والذي نفسي بيده حتى تأخذوا على يد الظالم، فتأطروه على الحق أطرًا).

وقوله صلى الله عليه وسلم (كلا) يحتمل أن يكون معناه: كاد لا يكونوا مؤمنين مستوجبين، كتب الله تعالى ومدحهم حتى يفعلوا كذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>