للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون إعادة الحياة إلى من كان حياً وأميت، ولم يكن له في الحياة الدنيا نصيب أصلا فلا نصيب له في الحياة الآخرة والله تعالى أعلم. وقد ذكر الله تعالى البعث في كتابه فقال {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا، قل: بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم، وذلك على الله يسير}.

وقال: {يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن}.

وقال: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليا الماء اهتزت وربت، إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير}.

وقال: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه، قال: من يحيي العظام وهي رميم، قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم}.

وقال: {فسقناه إلى بليد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور}.

وقال: {قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه}.

فأخبر الله عز وجل عباده أنه يميت جمعهم ثم يحييهم ويبعثهم من قبورهم وبجمعهم في صعيد واحد ويحاسبهم بأعمالهم ويجزيهم بما وقرت ذلك عليهم بأشياء كثيرة منها: الإحالة على القدرة، ومنها المعارضة بالابتداء، ومنها التنبيه على ما يشاهده من لقائه أحياء وإحيائها بعد موتها. ومنها ما اخبرهم به من أرائه إبراهيم صلوات الله عليه إحياء الأموات، وقد نقله عامة أهل الملك، ومنها ما أجبتم عن الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، فقال لهم: موتوا ثم أحياهم.

ومنها ما أخبر به من شان أصحاب الكهف الذي ضرب على آذانهم زيادة على ثلاثمائة سنة ثم أحياهم ليدل يومهم عندما اعتزم عليهم على أن ما أنذروا به من البعث بعد الموت لا ريب فيه. ومنها ما أخبرهم به من قلبه عصا موسى عليه السلام حية، ثم أعادتها خشبة، ثم جعلها عندن محاجة الشجرة حية ثم إعادتها خشبة، وقد اشترك عامة أهل الملك في نقله.

فأما الإحالة على القدرة: فقوله تعالى: {أولم يروا أن الله الذي خلق السموات

<<  <  ج: ص:  >  >>