للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله صلى الله عليه وسلم فيما اقتضت من الحال فضيلة أخري. وهو أنه كان نبي الحرم الذي فيه بنته الحجوج والماء من المعلوم فإن إبراهيم صلوات الله عليه بذلك دعا ربه فقال:} ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم {. وقد قال الله عز وجل في تفضيل البيت،} إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين. فيه آيات بينات مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنًا، ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) وقال: (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها {ولم يخص بلدًا سواه بإضافته إلى نفسه بتخصيصه مكة بها، فدل ذلك على شرفها وفضلها عنده.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما خرجت) فثبت بخبره. أن مكة أفضل البلاد والله أعلم.

وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أن الله خلق الخلق، فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشًا، واختار نم قريش بني هاشم واختار من بني هاشم، فأنا من خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فيحبني أحبهم، ومن أبغض العرب فيبغضني أبغضهم) وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل:} وأنه لذكر لك ولقومك {. قال: يقال ممن الرجل؟ فيقال: من العرب. فيقال: من أي العرب؟ فيقال؟ من قريش. وأما طهارة مولده، فقد روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنما خرجت من فحاح، ولم أخرج من سفاح من لدن آدم، ولم يصبني سفاح الجاهلية، لم أخرج إلا من طهر).

وأما أسماؤه عليه السلام، فقد رويت عنه أخبار منفردة، فإذا جمعت بلغت عشرة أسماء

<<  <  ج: ص:  >  >>