ففي هذا الحديث تفسير الآل بأهل البيت وإقطاع اسم الأهل على الولد.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة بعد أن بني بها علي رضي الله عنه بستة أشهر، فيقول:(الصلاة أهل البيت)} إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا {. وفي حديث أبي الحمراء أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول:(السلام عليكم) إنما يريد الله ليذهب ...). وعن وائلة بن الأشفع رضي الله عنه قال: إني عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ جاء علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فألقى عليهم كساء ثم قال:(اللهم هؤلاء أهل بيتي، اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا. فقلت يا رسول الله وأنا قال: وأنت فوالله إني لأوثق عملي في نفسي).
وعن بن أسيد الأنصاري رضي الله عنه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب:(يا أبا الفضل، لا تروم من منزلك هذا أنت وبنوك، فإن لي فيكم حاجة. فانتظروه فجاء فقال: (السلام عليكم، قالوا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. قال: كيف أصبحتم؟ قالوا: بخير، بحمد الله تعالى. كيف أصبحت بأبينا أنت وأمنا يا رسول الله؟ قال: بخير أحمد الله تعالى. قال: تقاربوا تقاربوا ليزحف بعضكم إلى بعض، فلما أمكنوه اشتمل عليهم بملائه فقال: اللهم هذا العباس وسلمان وصنواي ونقولا أهل بيتي، استرهم من النار كستري إياهم بملائي هذا. قال: فآمنت أسلفة الباب وحوائط البيت، فقالت: آمين ثلاثًا).
ففي هذه الأخبار بيان أن اسم أهل البيت للولد والقرابات والأزواج والموالي، وهؤلاء هم الآل، وإن كان ذلك -قال بعضهم- تخفيفًا وللآخرين نسبها والله أعلم.
فإن قيل: لم لا قلتم إن المؤمنين كلهم آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما روى أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن الآل فقال:(كل مؤمن تقي).