بصلاتك {أي بقراءتك القرآن، أو بدعائك الذي تدعو به إذا فرغت. ثم قال:} وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرًا {. وكما أمر بالحمد، وأجمعوا على أن الحمد مستحب. فوجب أن يكون التكبير مستحبًا.
وأيضًا فإن قراءة القرآن عبادة تنقسم إلى أبعاض معدودة متفرقة، فكانت كصيام الشهر. وقد أمر الله عز وجل الناس إذا أكملوا العدة أن يكبروا على ما هداهم. فالقياس على ذلك أن يكبر، فإن القرآن إذا أكمل عدة السور.
وقد يخرج الجواب عن التكبير على معنى آخر وهو أنه يبتدئه من سورة والضحى فيكبر عند كل سورة. فإذا قرأ القرآن وختم كبر، فيكون هذا التكبير المستحب للختم دون تحديد المعوذتين بالتكبير بعدها، وإخلاء ما قبلها من التكبير أصلا، والأصل في هذا ما حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حبيب رحمه الله تعالى قال: حدثنا أبو العباس محمد بن الكديمي، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن القسم بن أبي مرة: سمعت عكرمة بن سليمان ابن كثير بن عامر مولى بني شيبة، قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين مولى العاص بن هشام، فلما بلغت والضحى قال: كبر مع خاتمه كل سورة حتى تختم، فإني قرأت على شبل بن عباد مولى عبد الله بن عامر، وعلى عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد ابن خير، أتى الحجاج موسى عبد الله بن الشائب فأمره بذلك. وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك. وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك. وأخبره أبي بن كعب أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بذلك.
وصفة التكبير في أواخر هذه السورة، أنه كلما ختم سورة، وقف وتقدم وقال: الله أكبر. ووقف وقفة ثم ابتدأ السورة التي تليها إلى آخر القرآن ثم كبر كما كبر من قبل، ثم اتبع التكبير، الحمد والتصديق والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء.
وروى عن جعفر بن محمد قال: حدثني زائر، أنه مر بأبي جعفر في داره التي بمكة