قال ابن عمر رضي الله عنه اطلعت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا على لبنتين مستقبل بيت المقدس يقضي حاجته.
ومنها إذا جلس استخلى سكت، ولم يكلم أحدًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لا يجلس الرجلان على الغائط يتحدثان ينظر كل واحد منهما صاحبه، فإن الله يمقت ذلك). وقال للذي سلم عليه وهو يبول:(إذا رأيتني على هذه الحال فلا تسلم علي، فإني لا أرد عليك).
ومنها إذا جلس لبول نضاح. يروي ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو موسى: حتى إن كنا لنأوي له أن يرحمه. ومعناه فرج ما بين رجليه لئلا ينتضح البول عليه، لأنه كان يقول: استتر هو من البول قائمًا، فإنه فقد روى أنه فعله. وروى عنه أنه نهى عنه. فقيل: أن أعجله البول أو كان بقربه ناس فبال قائمًا وولاهم ظهره، لأن ذلك أحصن لخوفه من أن يخرج منه ما لا يريد، فيسمعوه، فلا بأس فإن لم يكن عذر فليجلس فإنه أحسن. ومنها إذا جلس يتخلى يتوكأ على رجله اليسرى. قيل لسراقة بن جعثم في حي من أحياء العرب وهو يقول: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، أما علمكم كيف تجرون، فقال: بلى والذي بعثه بالحق، لقد أمرنا أن نتوكأ على اليسرى وننصب اليمنى.
ومنها أن لا يطيل الجلوس على الخلاء، لما جاء عن لقمان الحكيم عليه السلام أنه يورث البواسير. ومنها أن لا يمس ذكره إذا بال واستنجى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا يمس أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول، ولا يتمسح من الخلاء بيمينه) ومنها أنه إذا أراد الاستنجاء بدا بدبره ثم ثنى بقبلة. وقال بعض الحكماء: السنة، ويحتمل ذلك لأن أغلظ النجاستين أهم، والبدأة بالأهم أولى. ويحتمل أن يكون لأنه إذا استنجى من الغائط أولاً، قدر على التمكن من الجلوس واستنجى بعد ذلك من البول متمكنًا أو ينزل بول إن كان قد بقي، فلا يحتاج إذا بدأ به إلى إعادة الاستنجاء.