للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يؤذي بها أحدًا. وقد ذكر من ذلك في الغسل للجمعة ما قد ذكر. وجاء في هذا الباب أن أنسًا رضي الله عنه سئل عن الثوم فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أكل من هذه الشجرة شيئًا فلا يقربنا ولا يصلين معنا). وفي رواية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أكل من هذه الشجرة شيًا فلا يقربنا- ويريد الثوم في مجلسنا فقلت: المسجد الحرام؟ فقال: (في المساجد كلها). وفي بعض الرواية أنه لما قال ذلك قال الناس: محرم. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج علينا فقال: (يا أيها الناس أنه ليس لي تحريم ما أحل الله، ولكنني أكره ريحها).

وفي بعض الروايات أنه قال: (من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا) وجاء أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان لا يأكل الثوم ولا الكرات ولا البصل، من أجل أن الملائكة تأتيه. ومن أجل أنه يكلم جبريل.

وفي رواية أخرى: (من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا، أو يعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته). وهذا كله فيمن أكل ثومًا أو بصلًا، فكان إذا دخل مسجدًا وحضر جمعًا من جموع المسلمين آذى الناس برائحته الخبيثة. فأما إذا كان مطقوخًا لا تبين منه رائحته ما ينأى به، فلا بأس به. فقد روى مفسرًا أن النبي قال: (من أكل البصل والثوم والكرات نيًا، فلا يقربنا مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى به الناس).

وخطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال في خطبته: "يا أيها الناس أنكم تأكلون من شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين، هذا الثوم وهذا البصل، لقد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخذ منه ريحه، فيؤخذ بيده، حتى يخرج به من الجمع. إلا فمن أكلها فليمتهما طبخًا. وروى هذا مسندًا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن كنتم لابد من آكليهما فأميتوها طبخًا). يعني البصل والثوم. وقال علي رضي الله عنه: لا يصلح أكل الثوم إلا مطبوخًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>