عبد الملك بن علي المظفري، وبمرو: أستاذه أبا المظفر السمعاني، وبأصبهان أبا بكر محمد بن ثابت الخجندي الفقيه، ومن الغرباء: أبا سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجزي الحافظ، والسيد أبا عبد الله الحسين بن الحسن الحسيني، وجماعة سواهم.
كتبت عنه، وما رأيت في سفري شيخًا ألطف ولا أخف روحًا، ولا أضحك سنًا منه، مع سخاء النفس وبذل الموجود، واتفق أني خرجت إلى أصبهان في صفر، سنة إحدى وثلاثين، فلما واصلت القافلة إلى بيهق نزلت بقصبة سبزوار، فتركت القافلة، وخرجت راجلًا إلى جرد مع رفيق لي من أهل أصبهان، يقال له: محمد بن أبي الوفاء المديني، فلما دخلنا داره وسلمنا على أصحابه، ردوا السلام، وقعدنا وما التفت إلينا أحد منهم، فقلنا له: نريد أن نبصر القاضي، فقالوا: يخرج، فبعد ساعة خرج القاضي، فقمنا وسلمنا عليه واستقبلناه، فأجاب وقعد في موضعه، وأقبل علينا، وقال: لم جئتم، وأيش حاجتكم؟ فقلنا له: حاجتنا أن نقرأ عليك جزأين من كتاب معرفة الآثار والسنن، للشيخ أحمد بن الحسين البيهقي، فقال: بلى، لعلكم سمعتم الكتاب من الشيخ