للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويستخفي ويتسمع ما يسره رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كبار أصحابه، في مشركي قريش، وسائر الكفار والمنافقين. وكان يفشي ذلك عنه. حتى ظهر ذلك عليه. وكان يحكيه في مشيته وبعض حركاته، إلى أمور غيرها. قال ابن عبد البر: كرهت ذكرها. وكان النبي صلى اله عليه وسلم إذا مشى يتكفى وكان الحكم يحكيه، فالتفت فرآه يفعل ذلك. فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: فكذلك فلتكن. فكان الحكم مختلجاً مرتعشاً من يومئذ. وعيره عبد الرحمن بن حسان بن ثابت. فقال: في عبد الرحمن بن الحكم:

إن اللعين أبوك فارم عظامه ... إن ترم ترم مخلجاً مجنونا

يمسى خميص البطن من عمل التقى ... ويظل من عمل الخبيث بطينا

وعن عبد الله نب عمرو بن العاص. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدخل عليكم رجل لعين. قال عبد الله: وكنت قد تركت عمراً يلبس ثيابه، ليقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم أزل مشفقاً أن يكون أول من يدخل، فدخل الحكم بن أبي العاص. ولما أحضره عثمان رضي الله عنه إلى المدينة. وصل رحمه، وبره، وأعطاه مائة ألف درهم. وقد احتج الناس لعثمان رضي الله عنه، فقيل لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سراً: إذا صار هذا الأمر إليك فاردد عمك. وعلى الجملة فله عموم الصحبة، وهو جد عبد الملك بن مروان. وتوفي سنة إحدى وثلاثين للهجرة، بعد ما أضر بأخرة.

حماد بن زيد: بن درهم. الإمام الأزدي مولاهم، البصري الأزرق الضرير، الحافظ

<<  <   >  >>