قال أبو حنيفة: ما رأيت افضل من عطاء. وقال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنةً. قال ابن معين: كان معلم كتاب دهراً. قال ابن سعد: كان أعور. وقال غيره: كان اسود مفلفل الشعر أعور أشل وعمي آخراًز وإياه عني الشاعر حيث قال:
سألت الفتى المكي هل في تزاور ... وضمة مشتاق الفؤاد جناح
فقال معاذ الله أن يذهب التقى ... تلاصق أكباد بهن جراح
وقال أحمد بن حنبل: ليس في المرسلات أضعف من مرسلات الحسن وعطاء، كانا يأخذان عن كل أحد. قال الشيخ شمس الدين الذهبي: عطاء حجة بالإجماه، وعاش مائة سنة. قال ابن خلكان: حكى أبو الفتوح العجلي في كتاب مشكلات الوسيط والوجيز في الباب الثالث من كتاب الرهن ما مثاله: وحكي عن عطاء أنه كان يبعث بجواربه إلى ضيفانه. والذي أعتقد، أنا أن هذا بعيد. فإنه لو رأى الحل لكانت المروءة والغيرة تأبي ذلك. فكيف يظن ذلك بمثل هذا السيد الإمام. ولم أذكره إلا لغرابته. وقال ابن خلكان قبل هذا: ونقل اصحابنا أنه كان يرى إباحة وطئ لجواري، بإذن أربابهن.
عقيل بن أبي طالب
أبو يزيد الهاشمي، أخو علي رضي الله عنهما. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا أبا يزيد! إني أحبك حبين: حباً لقرابتك مني، وحباً لما كنت أعلم من حب عمي إياك ". قدم البصرى، ثم أتى الكوفة، ثم الشام. وتوفي في خلافة معاوية. وله دار بالمدينة مذكورة. وكان قد أخرج إلى بدر مكرهاً ففداه عمه العباس. ثم إنه أتى مسلماً قبل الحديبية، وشهد غزوة مؤتة.
وكان أسن من أخيه جعفر بعشر سنين، وجعفر أسن من علي بعشر سنين.
وكان عقيل أنسب قريش وأعلمهم بأيامهم، ولكنه كان مبغضاً إليهم. لأنه كان يعد مساويهم. وكانت له طنفسة تطرح في مسجد رسول الله صلى لله عليه وسلم، يصلي عليها ويجتمع إليه