إذا أنت خوفت الرجال فخفهم ... فإنك لا تجزي هوىً بهوان
رياح وهبها عارضتك عواصفا ... فكيف انثنى أو كاد ركن أبان
بلى رب مشهور العلاء مشيع ... قليل بمنهوب الفؤاد هداني
أتيحت لبسطام حديدة عاصم ... فخر كما خرت سحوق ليان
بنفسي وأهلي أي بدر دجنة ... لست خلت من شهره وثمان
وأي أبي لا تقوم له الربا ... ثنى عزمه دون القرارة ثان
وأي فتىً لو جاءكم في سلاحه ... متى صلحت كف بغير بنان
وما غركم لولا القضاء بباسل ... أصاخ فقعقعتم له بشنان
يقولون لا تبعد ولله دره ... وقد حيل بين العير والنزوان
ويأبون إلا ليته ولعله ... ومن أين للمقصوص بالطيران
رويد الأماني إن زرء محمد ... عدا الفلك الأعلى عن الدوران
وحسب المنايا أن تفوز بمثله ... كفاك ولو أخطأته لكفاني
أنا كلتيه والثواكل جمة ... لو أنكما بالنس تأتسيان
أذيلا وصوناً وأجزعا وتجلدا ... ولا تأخذا إلا بما تدعان
أحمد بن عطية
بن علي أبو عبد الله الضرير، الشاعر. كانت له معرفة بالنحو واللغة تامة. مدح الأمام القائم، وابن ابنه الإمام المقتدى، وابنه الإمام المستظهر، ووزراءهم. وكان خصيصاً بسيف الدولة صدقة بن مزيد، وأحد ندمائه وجلسائه. وله فيه مدائح كثيرة. روى عنه أبو البركات بن السقطي، ومحمد بن عبد الباقي بن بشر المقرئ، شيئاً من شعره. ومن شعره:
النفس في عدة الوساوس تطمع ... وزخارف الدنيا تغر وتخدع
والمرء بكدح واصلاً أطماعه ... وأمامه أجل يخون ويخدع
ومنه:
كأن انزعاج القلب حين ذكرتكم ... وقد بعد المسرى خفوق جناحين
سيعلم إن لجت به حرق الهوى ... ولم تسمحوا بالوصل كيف جنى حيني