قلت عجيب وحق ذا عجباً ... كيف تعدى البلى إلى الذهب
وقلت فيه أيضاً:
الشمس الدين غبت وكل شخص ... تغيب وغاب عنا نور فضلك
وكم ورخت أنت وفاة شخص ... وما ورخت قط وفاة مثلك
محمد بن أحمد: بن عبد الرحيم، الموقت بالجامع الأموي. هو الإمام المدقق شمس الدين أبو عبد الله المزي. قرأ على الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن إبراهيم بن ساعد الأكفاني. وكان الشيخ شمس الدين ابن الأكفاني يثني على ذهنه كثيراً. وكان يحفظ الشاطبية، وينقل القراآت، وعلى ذهنه بعض عربية. وبرع في وضع الاسطرلاب والأرباع، ولم نر أحسن من أوضاعه ولا اظرف. يباع اسطرلابه في حياته بمائتي درهم واكثر. وأرباعه تباع بخمسين درهماً وأكثر. وتهافت الناس عليها في حياته. ولعلها فيما بعد تبلغ أكثر من ذلك. وبرع في دهن القسي. وقول الناس قوس: عمل المزي، يريدون به دهان هذا شمس الدين. وتباع قوسه دائماً زائداً عن قوس غيره. ومن ملازمته للشمس، نزل في عينيه ماء. ثم إنه قدح عينيه ورأى بالواحدة يسيراً. وكان أولاً يوقت بالربوة، ثم إنه انتقل إلى الجامع. وكان يعرف أشياء من حيل بني موسى ويصنعها. وله رسائل في الاسطرلاب، وله رسالة سماها كشف الريب في العمل بالجيب، وكان ينظم. توفي رحمه الله تعالى في أوائل سنة خمسين وسبعمائة، وهو من أبناء الستين.
محمد بن أحمد بن علي
بن جابر الأندلسي الضرير. أبو عبد الله الهواري المربي عرف بابن جابر. قدم إلى دمشق وسمع بها على أشياخ عصره. وتوجه من دمشق إلى حلب في أخريات سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة. اجتمعت به مرات وسألته عن مولده، فقال: سنة ثمان وتسعين وستمائة بالمرية. وقرا القرآن والنحو على أبي الحسن علي بن محمد ابن أبي العيش، والفقه لمالك رضي الله عنه على أبي عبد الله محمد بن سعيد الرندي. وسمع علي أبي عبد الله محمد الزواوي صحيح البخاري، غير