فمن غرب ثغر دونه غرب مرهف ... ومن ورد خد دونه أسد ورد
محمد بن زكريا
الرازي الطبيب الفيلسوف. كان في صباه مغنياً بالعود، فلما التحى، قال: كل غناء يخرج بين شارب ولحية، ما يطرب. فأعرض عن ذلك وأقبل على دراسة كتب الطب والفلسفة. فقرأها قراءة متعقب على مؤلفيها. فبلغ من معرفتها الغاية واعتقد صحيحها، وعلل سقيمها. وصنف في الطب كتباً كثيرة. فمن ذلك الحاوي، يدخل في مقدار ثلاثين مجلدةً. والجامع. وكتاب الأعصاب، وهو أيضاً كبير. والمنصوري المختصر، جمع فيه بين العلم والعمل، يحتاج إليه كل أحد. صنفه لأبي صالح منصور بن نوح أحد ملوك السامانية. وغير ذلك.
ومن كلامه: إذا كان الطبيب عالماً، والمريض مطيعاً، فما أقل لبث العلة. ومنه: عالج في أول العلة بما لا تسقط به القوة.
ولم يزل رئيس هذا الفن. واشتغل به على كبر، قيل إنه اشتغل فيه بعد الأربعين. وطال عمره. وعمي في آخر عمره. وأخذ الطب عن الحكيم أبي الحسن علي بن زيد الطبري صاحب التصانيف التي منها: فردوس الحكمة. وكان مسيحياً ثم أسلم. وقيل إن سبب عماه، أنه صنف للملك منصور المذكور كتاباً في الكيمياء فأعجبه ووصله