للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بها فات كل الناس فحبذا ... يمين له قد أحرزت قصب السبق

فقال شرف الدين بن الوحيد:

يا شافعاً شفع العليا بحكمته ... فساد من راح ذا علم وذا حسب

بانت زيادة خطى بالسماع له ... وكان يحكيه في الأوضاع والنسب

فجاءني منه مدح صيغ من ذهب ... مرصعاً بل أتى أبهى من الذهب

فكدت أنشد لولا نور باطنه ... أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي

فلما بغلت هذه الأبيات ناصر الدين شافعاً. قال:

نعم نظرت ولكن لم أجد أدباً ... يا من عدا واحداً في قلة الأدب

جاريت مدحي وتقر يظى بمعيرة ... والعيب في الرأس دون العيب في الذنب

وزدت في الفخر حتى قلت منتسباً ... بخطك اليابس المرئي كالحطب

بانت زيادة خطة بالسماع له ... وكان يحكيه في الأوضاع والنسب

كذبت والله لن أرضاه في عمري ... يا بان الوحيد وكم صنفت من كذب

جازيت درى وقد نظمته كلماً ... يروق سمع الورى دراً بمخشللب

وما فهمت مرادي في المديح ولو ... فهمته لم توجهه إلى الأدب

سأتبع القاف إذ جاوبت مفتخراً ... بالراء يا غافلاً عن سورة الغضب

خالفت وزني عجزاً والروى معاً ... وذاك أقبح ما يروى عن العرب

شعيب بن أبي طاهر

بن كليب بن مقبل. أبو الغيث البصري الضرير. سكن بغداد وتقه للشافعي، علي أبي طالب الكرخي، وأبي القاسم الفراي صاحبي أبي الحسن ابن الخل. وتولى الإعادة بالمدرسة الثقتية ببا الأزج. وكانت له معرفة حسنة بالأدب. وله شعر وتوسل. وكان متديناً حسن الطريقة محباً للخمول. وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثمان عشرة وستمائة. ومن شعره:

لعمري لئن اقصت يد الدهر قربنا ... وجذب بكين النوى منه أقرانا

فإني على العهد الذي كان بيننا ... مقيم إلى أن يقدر الله ملقانا [قلت: شعر غث رث] .

<<  <   >  >>