للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عهدي به يمشي على رجله ... وانفه قد صعد المنبرا

واستعرض جارية فأعجبته، فأمر بشرائها. فنظرت إليه ورأت عظم انفه فقالت ما يقدم على أن يباع عندكم إلا من يوطن نفسه على المرابطة في سبيل الله. فضحط، وقال: اشتروها. فإن لم يكن عندها أدب الملوك فعندها نوادر الظرفاء. وتوفي رحمه الله تعالى ليلة عبد الفطر سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. وصلى عليه القادر، وكبر خمساً. وحمل إلى الرصافة وشيعه الأكابر. وكان قد خلف بهاء الدولة بن عضد الدولة بإشارة الأمراء ومعونتهم، وسملوا عينيه، وجعلوا القادر مكانه. فرق له واسكنه معه في زاوية قصره وكان يحسن إليه ويحتمل غلطة كلامه ويقضي معظم ماله من الحوائج. ورثاه الشريف الرضي بقصيدة منها:

أيها القبر الذي أمسى به ... عاطل الأرض جميعاً وهو حال

لم يواروا فيك ميتاً إنما ... أفرغوا فيك جبالاً من نوال

لا أرى الدمع كفاءً للجوى ... ليس أن الدمع من بعدك غال

وبرغمي أن كسوناك الثرى ... وفرشناك زرابي الرمال

وهجرناك على رغم العدى ... رب هجران على غير تقال

لا تقل تلك قبور إنها ... هي أصداف على در اللألى

عبد الملك بن عبد العزيز

بن عبد الله بن أبي سلمة ميمون، وقيل دينار بن الماجشون. أبو مروان القرشي التيمي المنكدري مولاهم. الأعمى الفقيه المالكي.

تفقه على الإمام مالك رضي الله عنه، وعلى والده عبد العزيز وغيرهما. وقيل إنه عمى

<<  <   >  >>