بن عمر بن عثمان بن طهمان. السلمي بالولاء. مولى أبي صالح عبد الله بن حازم السلمي والي خراسان. كان يعقوب كاتب إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. وكان أبوه داود وأخوته كتاباً لنصر بن سيار عامل خراسان. ولما ظهر المنصور على إبراهيم المذكور حبس يعقوب في المطبق. وكان يعقوب سمحاً جواداً كثير البر والصدقة واصطناع المعروف. وكان مقصوداً ممدحاً، فلما مات المنصور وقام المهدي من بعده، جعل يتقرب إليه حتى أدناه واعتمد وعلت منزلته عنده وعظم شأنه، حتى خرج كتابه إلى الديوان، أن أمير المؤمنين قد آخى يعقوب بن داود. فقال في ذلك سلم الخاسر.
قل للإمام الذي جاءت خلافته ... تهدى إليه بحق غير مردود
نعم القرين على التقوى استعنت به ... أخوك في الله يعقوب بن داود
وحج المهدي ويعقوب معه ولم يكن ينفذ شيء من كتب المهدي حتى يرد كتاب الوزير يعقوب معه. إلى أمينه بإنفاذه. وكان المنصور قد خلف في بيوت المال ألف ألف درهم وستين ألف الف درهم. وكان الوزير أبو عبيد الله بشير على المهدي بالاقتصاد في الإنفاق وحفظ الأموال. فلما عزله وولى يعقوب بن داود. زين له هواه فأنفق الأموال على اللذات والشرب وسماع الغناء واشتغل يعقوب بالتدبير. وفي ذلك قال بشار بن برد:
بني أمية هبوا طال نومكم ... إن الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا ... خليفة الله بين الناي والعود
ثم إن يعقوب ضجر مما هو فيه فسأل المهدي الإقالة فامتنع عليه. ثم إن المهدي أراد أن يمتحنه في ميله إلى العلوية. فدعا به يوماً وهو في مجلس فرشه موردة، وعليه ثياب موردة، وعلى رأسه جارية عليها ثياب موردة، وهو مشرف على بستان فيه