ومن غير الأيام أني شاعر ... أديب بسربال الخمول مسربل
أروم على إكداء حالي تجملاً ... وأحسن من مضغ الحديد التجمل
ومنه:
سقاك بلخط مقلته مداما ... وهز الغصن من خنث قواما
وظل الصبح يخطر في رداه ... وقد خط العذار به ظلاما
كأن تموج الأصداغ منه ... عقارب مسكة تشكو الضراما
مجمجمة بها الواوات تعلو ... على قرطاسها لاماً فلاما
بعينيه من المنصور سيف ... يقد بشفرتيه طلىً وهاما
محمد بن إبراهيم
بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر. الإمام العالم. قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله الكناني، الحموي الشافعي. ولد بحماة سنة تسع وثلاثين وستمائة. وتوفي رحمه الله سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة في حمادى الأولى بمصر.
سمع سنة خمسين من شيخ الشيوخ الأنصاري، وبمصر من المرضي بن البرهان والرشيد العطار وإسماعيل بن عزون وعدة. وبدمشق من إبن أبي يسر وابن عبد وطائفة. وأحاز له عمر بن البراذعي والرشيد بن مسلمة وطائفة. وحدث بالشاطبية عن إبن عبد الوارث صاحب الشاطبي. وسمعتها أنا عليه، مع جماعة بمنزله بمصر مجاوراً لجامع الناصري. وأجاز لي في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. وحدث بالكثير، وتفرد في وقته. وكان قوي المشاركة في علوم الحديث والفقه والأصول والتفسير، خطيباً تام الشكل، ذا تعبد وأوراد. وحج. وله تصانيف. درس وأفتى واشتغل. نقل إلى خطابة القدس ثم طلبه الوزير شمس الدين بن السلعوس، فولاه قضاء مصر ورفع شأنه. ثم حضر إلى الشام قاضيا. وولى خطابة الجامع الأموي مع القضاء. ثم طلب لقضاء مصر بعد الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد. وامتدت أيامه إلى أن شاخ وكبر وأضر وثقل سمعه. فعزل بقاضي القضاة جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني سنة سبع وعشرين وسبعمائة. وكثرت أمواله. وباشر آخراً بلا معلوم على القضاء. ولما رجع السلطان الملك الناصر من الكرك سنة تسع