عسى فرج يأتي به الله إنه ... له كل يوم في خليقته أمر
فلما أصبح نودي فظن أنه يؤذن بالصلاة. ودلى له حبل أسود. وقيل اشدده في وسطك. ففعل. فلما خرج إلى الضوء وقابله غشي بصره ولم ير شيئاً. وانطلقوا به فادخل على الرشيد. فقيل له: سلم على امير المؤمنين. فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته المهدي. فقال: لست به. فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته الهادي. فقال: لست الهادي. فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته الرشيد. فقال: يا يعقوب بن داود والله ما شفع فيك أحد عندي. غير أني حملت الليلة صبية على عنقي. فذكرت حملك إيي على عنقك. فرثيت لك من المحل الذي أنت فيه. ثم إنه رد ماله إليه وخيره المقام حيث يريد. فاختار مكة فتوه إليها فأقام بها حتى مات سنة سبع وثمانين ومائة، وقيل سنة اثنتين وثمانين ومائة. رحمه الله تعالى.
يعقوب بن سفيان
ين جوان الحافظ الكبير الفسوي صاحب التاريخ والمشيخة. طوف الأقاليم. وسمع ما لا يوصف كثرة. روى عنه الترمذي والنسائي وقال: لا بأس به، وكان يتشيع ويتكلم في عثمان. قال كنت أكثر النسخ في الليل وقلت نفقتي، فجعلت أستعجل فنسخت لبلة حتى تصرم الليل فنزل الماء في عيني. فلم أبصر السراج فبكيت على انقطاعي وعلى ما يفوتني من طلب العلم. فاشتد بكائي فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم. فناداني: يا يعقوب بن سفيان لم بكيت؟ فقلت: يا رسول الله ذهب بصري فتحسرت على ما فاتني من كتب سنتك. وعلى الانقطاع عن بلدي. فقال: ادن مني قدنوت منه. فأمر يده على عيني كأنه يقرأ عليهما. ثم استيقظت. فأبصرت. فأخذت نسخي وقعدت أكتب في السراج. وتوفي رحمه الله تعالى في حدود الثمانين والمائتين.