بن لجإ بن العيزار بن لجغ الأسدي. أبو شبانه، ويقال أبو ثابت من أهل الرقة. كان شاعراً ضريراً يلقب بالغاوي. أشخصه المهدي إليه، فمدحه بعدة قصائد، وأثابه عليها ثواباً كثيراً. وهو الذي يقول في العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس: قصيدته التي لم يسبق إليها حسناً، منها:
لو قيل للعباس يا ابن محمد ... قل لا وأنت مخلد ما قالها
ما إن أعد من المكارم خصلة ... إلا وجدتك عمها أو خالها
وإذا الملوك تسايروا في بلدة ... كانوا كواكبها وكنت هلالها
إن المكارم لم تزل معقولة ... حتى حللت براحتيك عقالها
ولما مدحه بهذه القصيدة بعث إليه بدينارين، فقال:
مدحتك مدحة السيف المحلى ... لتجري في الكرام كما جريت
فهبها مدحة ذهبت ضياعاً ... كذبت عليك فيها وافتريت
فأنت المرء ليس له وفاء ... كأني إذ مدحتك قد رثيت
فلما وقف عليها العباس، غضب وتوجه إلى الرشيد وكان عظيماً. فقال: إن ربيعة الرقي. قد هجاني. فأحضره الرشيد وهم بقتله فقال: يا أمير المؤمنين: مره بإحضار القصيدة، فأحضرها. فلما رآها استحسنها. وقال: والله، ما قال أحد في الخلفاء مثلها. فكم أثابك. قال دينارين: فغضب الرشيد على العباس، وقال يا غلام: أعط ربيعة ثلاثين ألف درهم وخلعة واحمله على بغلة. وقال له بحياتي لا تذكره في شعرك، لا تعريضاً ولا تصريحاً. وكان الرشيد قد هم بأن يتزوج العباس ابنته ففتر عنه بعد ذلك.
رجب بن قحطان: بن الحسن بن قحطان. أبو المعالي الأنصاري الضرير الحنبلي البغدادي. سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور. وحدث باليسير. وسمع منه. هزار سب بن عوض، وغيره. وكان من مجودي القراء، والمحسنين في الأداء، ذا عقل وفضل وأدب. وتوفي رحمه الله تعالى سنة اثنتين وخمسمائة. ومن شعره: