ومن الذي أدعو وأهتف باسمه ... إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشى لمجدك أن يقنط عاصياً ... الفضل أجزل والمواهب أوسع
[عبد الرحمن بن عبد المولى]
بن إبراهيم. الشيخ المسند أبو محمد اليلداني، بالياء آخر الحروف وبعدها لام ودال مهملة وألف ونون الصحراوي، سبط اليلداني. سمع الكثير من جده تقي الدين، والرشيد العراقي، وابن خطيب القرافة، وشيخ الشيوخ الأنصاري. وأجاز له علم الدين السخاوي، والحافظ ضياء الدين، وآخرون. وتفرد بأشياء. وسمع منه الأمير سيف الدين تنكز نائب الشام. كتاب الآثار للطحاوي، ووصله ورتب له مرتباً. وكان فقيراً. ثم إنه عمي. ومولده سنة أربعين وستمائة. ووفاته سنة خمس وعشرين وسبعمائة. رحمه اله تعالى.
عبد الرحمن بن عمر: بن أبي القاسم. الشيخ الإمام العلامة نور الدين أبو طالب البصري الحنبلي. مدرس طائفته بالمدرسة المستنصرية ببغداد. مولده سنة أربع وعشرين وستمائة. ووفاته يوم عيد الفطر سنة أربع وثمانين وستمائة.
كان من العلماء المجتهدين العالمين العاملين. عين أولاً مدرساً بمدرسة الحنابلة بالبصرة، فدرس بهامدة وانتفع به خلق كثير. حفظ القرآن المجيد في أول عمره، وختمه سنة إحدى وثلاثين، وعمره يومئذ سبع سنين ونصف. قدم بغداد سنة سبع وخمسين وفوض إليه التدريس بطائفة الحنابلة بالمدرسة البشيرية فدرس بهامدةً. وكف بصره سنة أربع وثلاثين، وأذن له في الإفتاء سنة ثمان وأربعين. وفضائله كثيرة مشهورة. ومن تصانيفه: كتاب جامع العلوم في تفسير كتاب الله الحي القيوم، أربع مجلدات. الحاوي في الفقه، كتاب جليل القدر كثير الفوائد.
ولما توفي الشيخ الإمام جلال الدين ابن عكبر مدرس الحنابلة بالمدرسة المستنصرية عين مدرساً بها، وذلك في يوم الإثنين التاسع من شوال سنة إحدى وثمانين وستمائة.