للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتدريس والحديث، وبعد صيته وجل قدره. جمع بين الرواية والدراية. ومن تصانيفه. الروض الأنف في شرح السيرة النبوية، وهو كتاب جليل جود فيه ما شاء. ذكر في آخره أنه استخرجه من نيف وعشرين ومائة ديوان. وله التعريف والإعلام بما في القرآن من الأسماء والأعلام. وشرح آية الوصية. ومسألة رؤية الله تعالى ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام. وشرح الجمل، ولم يتم. ومسألة السر في عور الدجال. استدعى إلى مراكش، وحظى بها، وولى قضاء الجماعة وحسنت سيرته. وأصله من قرية بوادي سهيل من كورة مالقة. لا يرى سهيل في جميع المغرب إلا من جبل مطل على هذه القرية.

ومن شعره يرثي بلده، وكان الفرنج فد خربته وقتلت رجاله ونساءه، وكان غائباً عنه:

يا دار أين البيض والأرام ... أم أين جيران علي كرام

دار المحب من المنازل آية ... حياً فلم يرجع إليه سلام

أخرسن أم بعد المدى فنسينه ... أم غال من كان المجيب حمام

دمعي شهيدي أنني لم أنسهم ... إن السلو على المحب حرام

لما أجابني الصدى عنهم ولم ... يلج المسامع للحبيب كلام

طارحت ورق حمامها مترنماً ... بمقال صب والدموع سجام

يا دار ما صنعت بك الأيام ... ضامتك والأيام ليس تضام

ومر علي بعض تلاميذه من أعيان البلد، وهو جميل وقد مرض فلقيه بعض المشايخ، فقال له عجباً لمرورك ههنا، فأشار بيده نحو دار التلميذ وأنشد:

جعلت طريقي على داره ... ومالي على داره من طريق

وعاديت من أجله جيرتي ... وآخيت من لم يكن لي صديقي

فإن كان قتلي حلالاً له ... فسيري بروحي مسير الرفيق

وله الأبيات المشهورة:

يا من يرى ما في الضمير ويسمع ... أنت المعد لكل ما يتوقع

يا من يرجى للشدائد كلها ... يا من إليه المشتكى والمفزع

يا من خزائن رزقه في قول كن ... امنن فإن الخير عندك أجمع

مالي سوى فقري إليك وسيلة ... فبالافتقار إليك ربي أضرع

مالي سوى قرعي لبابك حيلة ... فإذا رددت فأي باب أقرع

<<  <   >  >>