وأضر أبو البركات في آخر عمره، وكان: يملي على الجمال بن فضلان. وعلى ابن الدهان المنجم. وعلى يوسف والد عبد اللطيف. وعلى المهذب النقاش. كتاب المعتبر وهو كتاب جيد. وله مقالة في سبب ظهور الكواكب ليلاً وخفائها نهاراً، وإختصار التشريح، وكتاب أقراباذين. ومقالة في الدواء الذي ألفه وسماه برشعثا. ورسالة في العقل، وغير ذلك. ومن تلامذته المهذب بن هبل. وتوفي في حدود الستين وخمسمائة. وعاش ثمانين سنة. وكان كثيراً ما يلعن اليهود. قال مرةً بحضور ابن التلميذ لعن الله اليهود. فقال: نعم وأبناء اليهود. فوجم لذلك وعرف أنه عناه.
[هشام بن معاوية]
أبو عبد الله الضرير النحوي الكوفي. صاحب أبي الحسن على الكسائي. أخذ عنه كثيراً من النحو. وله فيه مقالة تعزى إليه. وله فيه تصانيف، منها: كتاب الحدود وهو صغير. وكتاب المختصر. وكتاب القياس. وغير ذلك، كان إسحاق بن إبراهيم بن مصعب قد كلم المامون يوماً فلحن في كلامه فنظر إليه المأمون ففطن لما أراد وخرج من عنده. وجاء إلى هشام المذكور وقرأ النحو عليه. وتوفي هشام المذكور رحمه الله تعالى سنة تسع ومائتين. قال أبو نصر سندي بن صدقة: كنت أهوى غلاماً يقال له إسحاق من أبناء الكتاب، وكان هشام الضرير يعرف أمري معه. فقال لي يوماً: يا أبا نصر رأيت في النوم كأنك بطحت إسحاق وأنت تضربه. فقلت له: إن صدقت رؤياك نلت أملي منه: فلم أزل حتى خلوت معه. فقلت:
ما رأينا كمثل رؤيا هشام ... لم تكن من كواذب الأحلام
كأن تأويلها وقد يكذب الحا ... كم ... وشرب صفو المدام
في ندامى كأنهم أوبة الأحب ... اب من حسن منطق وندام
فاقترحنا ونحن أنضاء شكر ... من لقلب متيم مستهام
ذاك حتى بدا وقد وضح الفج ... ر ومال الصباح بالإظلام
جادلي أحمد قدت نفسة نف ... سي ما شئت من صنوف الحرام
ولقد كان بعد بطح ونطح ... واغتلام ما تشتهي من غلام
همام بن غالب
أبو الحسن السعدي. الضرير الموصلي الشاعر. قدم بغداد.